مؤسسة الثقافة الإسلاميةمنظمة إسبانية غير حكومية وغير ربحية، ذات طابع علمي وثقافي، مقيّدة في سجل وزارة الثقافة الإسبانية للوصاية على المؤسسات الثقافية. ظهرت مؤسسة الثقافة الإسلامية عام 1982 بفضل جهود الخبير في الشؤون الإسلامية، السيد شريف عبد الرحمن جاه، رئيس المؤسسة، والعالم بعلم الإنسان، خوليو كارو باروخا، الذي تولى الرئاسة الفخرية للمؤسسة لغاية وفاته ـ
تختط مجموعة الباحثين المنضوين في مؤسسة الثقافة الإسلامية، إنطلاقا من فروع تخصص أعضائها المختلفة، مسار عمل متعدد الإختصاصات وتقدم رؤية لثقافة منفتحة كونية، يمثل الحوار والتضامن والتسامح فيها طرفا لا محيد عنه ـ
تمّول مؤسسة الثقافة الإسلامية أنشطتها بنفسها عن طريق الإسهامات الدورية لأعضائها، ومن ريع منشوراتها وما تقدمه من خدمات ثقافية أخرى، وتتلقى مشاريعها المحددة إعانات مالية خاصة من مؤسسات أهلية ورسمية، وتتبنى توجها نحو الإستقلالية الكاملة، ولا ترتبط في أدائها بأية إيديولوجية سياسية أو دينية ـ
هدف مؤسسة الثقافة الإسلامية الرئيس هو تنشيط الحوار الأوروبي-الإسلامي، والتعمّق في البحث عن حلول لمشاكل الإتصال الثقافي التي تؤثر في مجتمعنا، وذلك عبر معرفة أفضل بالحضارة الإسلامية وبالروابط التأريخية والثقافية التي تجمعها بأوروبا، لأجل تيسير الإحترام المتبادل ومحاربة المواقف والسلوكيات التي تنطوي على العنصرية والخوف من الأجانب والغرباء ـ
وتتوخى مؤسسة الثقافة الإسلامية، علاوة على ذلك، تجديد نشاط الذاكرة التأريخية الأوروبية، عن طريق التعريف والإعتراف بإسهامات الإسلام في التراث الثقافي للغرب. فمن إسبانيا شعّ جوهر المعرفة الإسبانية المسلمة على أوروبا، وأتاح تبادلا كثيفا للأفكار والمعارف. ولا غرو في أن الأندلس كانت تمثل الفضاء السياسي والثقافي الذي ازدهر فيه أثمر وأطول تلاقٍ بين الشرق والغرب ـ
في هذا السياق، رأت مؤسسة الثقافة الإسلامية منذ بداياتها أنه من الأساسي تقريب هذه المعارف إلى الجمهور بشكل عام، ولذلك فهي تهتم بنواحي الحياة اليومية للعالم المسلم، عبر عاداته الشعبية وفنونه في الأكل وموسيقاه وحرفه اليدوية وفلسفته في الحياة، إلى جانب عنايتها بالفروع الدراسية التقليدية مثل الفن والفكر والعلم والأدب، الأمر الذي يشكل منظورا جوهريا لدى السعي إلى فهم روح الشعوب ـ وقد ركزت مؤسسة الثقافة الإسلامية نشاطها على مدى سنواتها الطويلة في إنجاز هذه الأهداف عن طريق الندوات الدولية والمؤتمرات والمعارض الفنية والتربوية والعروض الموسيقية وأيام تذوق الأكلات والبرامج التثقيفية ودورات تدريب المتطوعين والمدرسين والنشريات المتخصصة وشتى أنواع المعلومات عبر إستشارة فهارس مكتبتها وموقعها الخاص على شبكة الإنترنت ـ
كما تنهج مؤسسة الثقافة الإسلامية أيضا خطا ثابتا للتعاون الثقافي الدولي، مع مختلف البلدان في منطقتي البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط، عبر مشاريع متنوعة. وتديم المؤسسة في هذا السياق تعاونا وثيقا مع مؤسسات ومنظمات مختلفة مثل مجلس أوروبا والإتحاد الأوروبي ومنظمة اليونسكو والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ووزارة التربية والثقافة ووزارة البيئة والوسط الريفي والبحري في إسبانيا وجامعة كاستيّا-لامانتشا وجامعة كومبلوتينسي وجامعة كارلوس الثالث في مدريد والمجلس الأعلى للبحوث العلمية في إسبانيا ومؤسسة «لاكايشا» ومؤسسة محمّد السادس لحماية البيئة، ضمن أخرى ـ
وتحمل مؤسسة الثقافة الإسلامية سمة هيئة إستشارية في منظمات وطنية ودولية مختلفة، لأجل تنمية الحوار بين الثقافات. وتنتمي للمجموعة الإسبانية لدعم تحالف الحضارات، وهي مبادرة تتبناها منظمة الأمم المتحدة، كما تشكل طرفا في المجموعة الإسبانية للمنظمات غير الحكومية التي تقدم المشورة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وتحمل عضوية مؤسسة آنا ليند الأورو-متوسطية للحوار بين الثقافات، ويشغل رئيسها، شريف عبد الرحمن جاه، مقعدا في المجلس الإستشاري للبيت العربي في إسبانيا ـ