كلمة السيد شريف عبد الرحمن جاه رئيس مؤسسة الثقافة الإسلامية حول معرض الحديقة الأندلسية

لا يَسْـتـَطيـعُ العالـَمُ اَلـيَـوْمَ أنْ يَـنـْـكُـرَ عَـظـَمَـة َ حَضارَةٍ جَلـَبـَـتِ النّـورَ إلى إسبانيا وَإلىَ أوْروبا خِلالَ العُصُورِ الوَسيطـَهْ. فَالـْـجَـميعُ يَعْـتَـرِفُ بـِقـيـمَةِ الثـَّقافَـةِ الأندَلـُسِـيَّةِ وامْـتِدادِها العِلـْـمِـيِّ وَالـفَـلـْـسََـفِـيِّ والـرُّوحِـيّ ْ . فَـبَـيْـنَما كانَـتْ أوْروبا غارِقـَة ً في الجَهالـَةِ والفـُـقـْـرِ الفِكـْرِيِّ إبّـانَ العُصُورِ الوُسْـطى، كانَتِ الأندَلـُسُ تـُمَـثـِّـلُ حَضارَة ً مُـزدَهِـرَة ً تَـوَخَّـتْ إجْراءََ حِـوارٍ صادِق ٍ وَبـِلا أفـْكارٍ مُسْـبَقـَةٍ مَعَ كـُـلِّ الثقافاتِ الأُخْرَى مِنْ أجْـل ِ تَبادُل ِ المُنْـجَزاتْ.

وَاليَوْمَ، في هذا المَعْـرِض ِ، تَـتَـكَـلـَّمُ الأندَلـُسُ عَـنْ تاريخِـها الخاصِّ وَعَـنْ زَهائِـها عَـبْـرَ جَنائِـنِـها وبَساتيـنِـها. تـُرينا الأندَلسُ في هذا المَعْـرِض ِ حَضارَة ً تَحْـتَـرِمُ الطـَّبيـعَـة َ وَتَعْـشَـقـُها؛ حَضارَة ً أدْخَلـَتْ إلى أراضي شِـبْـهِ الجَـزيـرَةِ كَـثيـرا ً مِنَ الأنـْواع ِ النَـباتِـيَّـةِ التي أحْـدَثـَتْ ثـَوْرَة ً في مَياديـنَ الطـِّبِّ والمأْكـولاتِ والتـَّجْـميلْ. وَسَنَـتَحَقـَّـقُ عَنْ طـَريق ِ هذا المَعْـرِضْ مِنْ أنَّ الأنْدَلـُسِـيـينَ لـَمْ يُـنْـشِئوا جَنائِـنَ زاهِـيَـة ً لِـلـْـمُـتـْـعَةِ والتـَّأمُّـلِ فَـحَسْبُ، بَلْ إنـَّما أسَّـسُوا كَـذلِـكَ نِظاما ً لِـلـْرَيِّ في غايَـةِ التـَّـقَـدُّم ِ وَالتـَّـطَـوُّرْ.

كانَـتِ الأنْدَلـُسُ ثـَقافَـة ً لِـلـْماءِ، فَهذا عُـنْـصُرٌ فائِـقُ الأهَـمِّـيَّةِ نَجِـدُهُ حاضِـرا ً عَـلىَ الـدَّوام ِ في كِـتـابِ اللهِ الكَـريمْ. كانَتِ الجُنَـيْـنَة ُالأنْدَلـُسِـيَّة ُ مََساحَة ً جَميلـَة ً تَـدْعـو إلى اللـِّـقاء. وَكانَـتْ تَـتَـضَـمَّـنُ كَـلِـمَة َ الإسْلام، إذ تَـمْـنَحُ رِسالة َ سَـلام ٍ لِـلـْعالـَم ِ أجْـمَع.